(إِلَّا اللَّمَمَ)(١) أي: الصغائر، فالاستثناء منقطع أو إلا بمعنى غير صفة وحرف التعريف في الموصوف للجنس، فهو في حكم النكرة، وقد ورد أنه قال - عليه الصلاة والسلام:" إن تغفر اللهم اغفر جما فأيُّ عبد لك ما ألَمَّا " أو اللمم من الكبائر، والمعنى يجتنبون من الكبائر كلها مطلقًا إلا القليل منها بمعنى أنه يلم بها مرة أو مرتين، فيتوب عن قريب فلا يجعلها عادة، وهو قول كثير من السلف، (إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ): فلا تيأسوا بكثرة المعاصي، (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ): في ابتداء خلق أبيكم من تراب، (وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ)، جمع جنين، (فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ): لا تمدحوها، ولا تنسبوها إلى الطهارة، ولا تعجبوا بطاعاتكم، وفي صحيح مسلم عن ابن
(١) في النسخة المطبوعة سطر مكرر تمَّ حذفه. اهـ (مصحح النسخة الإلكترونية).