للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ) حال أو بدل من نوح والآلين أي: إنهم ذرية واحدة متشعبة بعضها من بعض. (وَاللهُ سَمِيعٌ): لأقوال الناس، (عَلِيمٌ) بأعمالهم فيصطفي مستقيم القول والعمل. (إِذ قَالَتِ) مفعول لاذكر، قيل: ظرف لـ سميع وعليم أي: سميع عليم بقول امرأة عمران وبنتها إذ قالت (امْرَأَتُ عِمْرَانَ): هي أم مريم. (رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي) أوجبت على نفسى أن يكون ما في بطني لك لا أستخدمه، (مُحَرَّرًا) حال أي: معتقًا مخلصًا للعبادة قيل: كانت لا تحمل فرأت طائرًا يُطعم فرخه؛ فاشتهت الولد؛ فدعت؛ فاستجيب دعاؤها، (فَتَقَبَّلْ مِنِّي): ما نذرت، (إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ): بقولي، (العَلِيمُ): بنيتي.

(فَلَمَّا وَضَعَتْهَا) تأنيث الضمير لأن ما في البطن كان أنثى. (قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى) قالته تحسرًا وعذرًا مما نذرت فإنها ترجو ذكرًا، ولذلك حررته، وأنثى حال عن مفعول وضعت. (وَاللهُ أَعْلَمُ بمَا وَضَعَتْ): هو قول الله تعظيمًا لموضوع كان آية للعالمين، وقرئ: " وَضَعْتُ " فيكوَن من كلامها تسلية لنفسها لعل للهِ فيها سرًّا، (وَلَيْسَ الذكَرُ كَالأُنثَى) فيما نذرت لما فيها من الحيض والنفاس وعدم القوة، وقيل: هو قول الله أيضًا أي: ليس الذكر الذي طلبت كالأنثى التي وهبت، (وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ): عطف على إني وضعتها أنثى قيل: معنى المريم في لغتهم العابدة. (وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ): أجيرها بحمايتك، (وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ): المطرود، في الحديث: " ما من مولود يولد؛ إلا مسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخًا من مسه إياه،

<<  <  ج: ص:  >  >>