للتقرير والتقريع وقلتم جواب لما فإنه ظرف بمعنى حين يستعمل استعمال الشرط مضاف إلى الجملة بعده، وناصبه ما وقع موقع الجزاء، وأني خبر هذا وقع مقول القول، وقد أصبتم صفة لمصيبة، (قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ): من مخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بترك المركز أو فيما صنعتم من أخذكم الفداء يوم بدر، (إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ): من النصر، ومنعه (وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ): جمع المسلمين، والمشركين يوم أحد، (فَبِإِذْنِ اللهِ): فهو بقضائه، وقدره، (وَلِيَعْلَمَ)، عطف على بإذن الله، (الْمُؤْمِنِينَ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا) أي: ليتميز المؤمنون من المنافقين ويظهر إيمان هؤلاء، وكفر هؤلاء، (وَقيلَ لَهُمْ) أي: لعبد الله بن أبي وأصحابه لما انصرفوا في أثناء الطريق، عطف على نافقوا أو كلام مبتدأ، (تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ ادْفَعُوا): عنَّا القوم بتكثيركم سوادنا، وقيل تخيير بين المقاتلة للآخرة أو للدفع عن الأنفس والأموال، (قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ)، لكن لا يكون اليوم قتال، ونافقوا في هذا أيضًا، لأنَّهُم ظنوا القتال ورجعوا وقيل معناه لو نعلم أن ما ترتكبونه قتال لاتبعناكم، لكن هو إلقاء الأنفس إلى التهلكة، (هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذ أَقْرَبُ مِنهُمْ لِلإِيمَانِ)، لانخزالهم وكلامهم، (يَقُولُونَ بَأَفْوَاهِهِم ما لَيسَ فِي قُلُوبِهِمْ): من كلمة الإيمان، وقولهم لو نعلم قتالاً على التوجيه الأول، (وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ): من النفاق، (الذِين)، بدل من فاعل يكتمون أو نصب أو رفع على
الذم، (قَالُوا لإِخوَانِهِمْ) أي: لأجل أقاربهم المقتولين يوم أحد أو قالوا لإخوانهم من