نزلت حيث قال المشركون: إن كان محمد صادقًا فليخبرنا بمن يؤمن به، ومن يكفر أو لما قال عليه الصلاة والسلام:(عرضت عليَّ أمتي وأعلمت من يؤمن لي ومن يكفر بي) قال المنافقون: إنه يزعم عرفان المؤمن من الكافر، ونحن معه ولا يعرفنا، (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ): بصفة الإخلاص، (وَإِن تؤْمِنُوا): حق الإيمان، (وَتَتَّقوا فَلَكمْ أَجْر عَظِيمٌ وَلاَ يَحْسَبَن الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ)، بقراءة التاء تقديره ولا تحسبن بخل الذين بحذف مضاف، وكذا بقراءة الياء إن كان الفاعل ضمير الرسول وأما إذا كان الذين يبخلون فاعله فتقديره ولا يحسبن البخلاء بخلهم هو خيرًا لهم نزلت في مانعي الزكاة وقيل في أهل الكتاب بخلوا بما في أيديهم من الكتب المنزلة، (بَلْ هوَ) أي: البخل، (شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) يجعل ماله الذي لم يؤد زكاته حية يطوق في عنقه تنهشه من فرقه إلى قدمه، أو يجعل طوقًا من نار، (وَلله مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ): يفنى الملاك، وتبقى الأملاك بلا مالك إلا الله، فلا تبخلوا، (وَاللهُ بِمَا تَعْمَلون): من المنع، والإعطاء، (خبِيرٌ)، فيجازيكم.