الحالات (وَيَتَفَكرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) وما أبدع فيهما استدلالاً قائلين: (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا) أي: الخلق، (بَاطِلًا) أي: خلقًا عبثًا بل خلقته لحكم عظيمة، (سُبْحَانَكَ): أنزه تنزيهًا لك من خلق العبث، (فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ): علمنا أنك منزه عن خلق العبث، بل ليجزي الذين أساءوا بما عملوا، ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى فقنا عذاب النار بحولك، (رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ) للخلود فيها فإنه الخزي كما قال تعالى (يَوْمَ لَا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ)[التحريم: ٨] إلخ، (فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ)، أهنته غاية الإهانة، وفيه إشعار بأن العذاب الروحاني أفظع، (وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ): ينصرونهم في الخروج من النار، وضع الظاهر موضع المضمر ليعلم أن سبب الخلود ظلمهم، وهذا دليل على أن المراد بالدخول هاهنا الخلود لأن للداخلين من المؤمنين أنصارًا، (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا) أي: محمدا عليه الصلاة والسلام أو القرآن، (يُنَادِي لِلْإِيمَانِ)، والنداء يعدى بإلى، واللام لتضمنه معنى الانتهاء والاختصاص (أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ) أي: بأن آمنوا، (فَآمَنَّا رَبَّنَا