وشهامته وهو من أهل سلامة القلوب عليه أشرف الصلوات وأكمل التسليمات ثم فسر ذلك بقوله، (يُؤْمِنُ بِاللهِ)، يصدق به، (وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ)، يسلم لهم أقوالهم لكونهم صادقين، (وَرحْمَةٌ)، أي: هو رحمة، وقراءة جرِّها لعطفها على " خير "، (لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ)، وحجة على الكافرين قيل المراد من الذين آمنوا: من أظهر الإيمان حيث لا يكشف سره، ففيه إشارة إلى أن قبول قولكم رفق وترحم منه لا لجهله وبلاهته، (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٦١) يَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ)، على مدعاهم، (لِيُرْضُوكُمْ)، بيمينهم، نزلت في قوم من المنافقين، قالوا: إن كان ما يقول محمد حقًّا فنحن شر من الحمير، فلما بلغت مقالتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم - وسألهم حلفوا بالله إن المبلِّغ كذاب، أو في رهط تخلفوا عن غزوة تبوك وحلفوا في معاذيرهم، (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ)، بالطاعة والوفاق وتوحيد الضمير لتلازم الرضاءين فكأنهما واحد، (إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ)، صدقًا، (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ)، الضمير للشأن، (مَن يُحَادِدِ الله وَرَسولَهُ)، يشاقق الله ويخالفه، (فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ)، تقديره فحق أن له نار جهنم على حذف الخبر، (خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ)، الذل والفضيحة العظيمة، (يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِم)، على المؤمنين، (سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ)، تخبرهم، (بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ)، من الكفر والحسد وتهتك عليهم أستارهم يعني يقولون القول ويستهزئون، ثم يقولون عسى الله أن لا