للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَخْبَارِكُمْ) بعض ما في صدوركم، (وَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ) في المستأنف أتتوبون أم تستمرون على نفاقكم؟ وجاز أن يكون معناه يمهلكم حتى تكتسبوا جرائم أخرى، (ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ) الذي [لا] يفوت عن علمه شيء، (فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) في سركم، (سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ) بأن لهم في التخلف أعذارًا، (لتعْرِضُوا عَنْهُمْ) فلا تعاتبوهم، (فأَعْرِضُوا عَنْهُمْ) دعوهم ونفاقهم، (إِنَّهُمْ رِجْسٌ) نجس بواطنهم لا يقبل التطهير من النفاق، (وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً)، مفعول له، أو مصدر، (بِمَا كَانُوا يكْسِبُونَ) من الآثام، (يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ) بحلفهم، (فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ) بأن تصدقوهم في العذر، (فَإِنَّ اللهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) فإنه لا يمكن التلبيس على الله تعالى بوجه والمقصود النهي عن الرضا عنهم والاغترار بمعاذيرهم، وعن ابن عباس رضى الله عنهما: كانوا ثمانين من المنافقين أمرنا حين قدمنا المدينة بأن لا نكلمهم ولا نجالسهم.

(الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا) أي: أهل البدو وكفرهم ونفاقهم أعظم من أهل الحضر لقساوتهم وبعدهم عن العلماء، (وَأَجْدَرُ)، أولى، (أَلَّا) بأن لا، (يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ) من الشرائع، (وَاللهُ عَلِيمٌ) بقلوب أهل الوبر والمدر، (حَكِيمٌ) فيما قسم بين عباده وفي الحديث (من سكن البادية جفا ومن

<<  <  ج: ص:  >  >>