للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من المتخلفين، (مُرْجَوْنَ) مؤخرون يعني: موقوف أمرهم، (لأَمْرِ اللهِ) في شأنهم، (إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ) لم يقبل توبتهم، (وَإِمَّا يَتوبُ عَلَيْهِمْ) يقبل توبهم، (وَاللهُ عَلِيمٌ) بمن يستحق العقوبة، (حَكِيمٌ) فيما يفعل والمراد منهم الثلاثة الذين خلفوا من جملة من قعد كسلاً لا نفاقًا ولم يربطوا أنفسهم بالسراري ولم يبالغوا في التوبة كما فعل أبو لبابة وأصحابه فنزلت توبتهم بعد خمسين ليلة بعدما ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا) مبتدأ خبره محذوف أي: وفيمن وصفنا من المنافقين الذين اتخذوا أو منصوب على الاختصاص، (ضِرَارًا) مفعول له أو مصدر محذوف الفعل، أي مضارة للمؤمنين، (وَكُفْرًا) أي: تقوية للكفر، (وَتَفْرِيقًا بَيْن الْمُؤْمِنِينَ) فإنهم يجتمعون في مسجد قباء فأرادوا افتراقهم، (وَإِرْصَادًا) ترقبًا، (لِّمَنْ حَارَبَ الله وَرَسُولَهُ) أبي عامر الراهب، (مِن قَبْلُ) متعلق بحارب، (وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا)، أي: ما أردنا ببنائه، (إِلَّا الْحُسْنَى)، أي: إلا الخصلة الْحُسْنَى وهي الصلاة فيه والتوسعة على المسلمين، (وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) في حلفهم كان بالمدينة أبو عامر الراهب تنصر في الجاهلية وما آمن بمحمد عليه السلام وبعد بدرٍ التحق بقريش وحثهم على المحاربة وكان معهم في أُحد ثم ذهب إلى عظيم الروم وكتب إلى أعوانه من المنافقين يعدهم ويمنيهم أنه سيقدم بجيش لمحاربة الإسلام وأمرهم ببناء مسجد له فبنوا مسجد الضرار إلى جنب مسجد قباء إرصادًا لرجوعه من القيصر فلما أتموا بناءه أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رجع من تبوك وقالوا: أتممنا مسجدًا للضعفاء وأهل العلة والليلة المطيرة نلتمس أن تصلي فيه وتدعوا بالبركة فنزلت

<<  <  ج: ص:  >  >>