للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (١٢٨) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (١٢٩)

* * *

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ) أمروا بقتال الأقرب فالأقرب ولهذا لما فرغوا عن جزيرة العرب شرعوا في الشام، (وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً) شدة في القتال وصبرًا، (وَاعْلَموا أَنْ الله مَع المتَّقِينَ)، بالإعانة والحفظ، (وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ) المنافقين، (مَّن يَقول) أي: يقول بعضهم لبعض استهزاء وتثبيتًا على النفاق، (أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ) السورة، (إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا) بزيادة المؤمن به أو لزيادة عمله الحاصل منها، (وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) بنزولها، (وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) كفر ونفاق، (فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا) كفرًا، (إِلَى رِجْسِهِمْ) الذي كانوا عليه، (وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (١٢٥) أَوَلَا يَرَوْنَ) أي: المنافقون، (أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ) يختبرون بالسَّنَة والقحط أو الغزو والمصائب، (فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ) لأن يتنبهوا، (ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ) ولا يعتبرون، (وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ) فيها عيب المنافقين، (نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ) إنكارًا لها وسخرية أو تدبيرًا للفرار قائلين، (هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ) يعني من المسلمين إن قمتم من الخطبة والمسجد فإن لم يرهم أحد قاموا وإلا أقاموا، (ثُمَّ انْصَرَفُوا) عن حضرته، (صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) عن الإيمان دعاء أو إخبار، (بِأَنَّهُمْ) أي: بسبب

<<  <  ج: ص:  >  >>