للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

المسجد، قال رسول الله للأنصار، قوموا إلى سيدكها أو خيركم، ثم قال: إن هؤلاء نزلوا على حكمك، قال: تقتل مقاتلتهم وتسبى ذريتهم، قال: فقال رسول الله : قضيت بحكم الله، وربما قال: قضيت بحكم الملك". متفق عليه (١)، واللفظ لمسلم.

(١٤٦٦) قوله: "كما فعل عمر بسواد العراق بإجماع الصحابة".

قال المخرجون الأحاديث الهداية: روى ابن سعد من طريق أبي مجلز (٢): "أن عمر وجه عثمان بن حنيف على خراج السواد، ورزقه كل يرم ربع شاة، وخمسة دراهم". الحديث موقوف.

قلت: ليس هذا مقصود المصنفين، ولا فيه مطابقة للمقصود بوجه من الوجوه، ولا دلالة على أن عمر هو الذي فتح سواد العراق، فيا لله العجب، وأثر عمر أخرجه أبو عبيد في كتاب الأموال (٣)، وسعيد بن منصور في سننه كلاهما (٤) عن هشيم، أخبرنا العوام بن حوشب، عن إبراهيم التميمي، قال: "لما فتح المسلمون السواد، قالوا لعمر: اقسمه بيننا، فإنا فتحناه عنوة، قال: فأبى، ثم أقر أهل السواد على أرضيهم، وضرب على روءسهم الجزية، وعلى أرضيهم الخراج".

(١٤٦٧) قوله: "كما قاله عمر ، فإنه لما وضع الخراج على أرض العراق وطلبوا منه أن يقسمها بينهم، واحتجوا عليه بقوله تعالى: ﴿مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى﴾ … الآية. وبقوله: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ﴾ … الآية، احتج عليه بقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ﴾ الآية. وبقوله أخرجه أبو يوسف في "كتاب


(١) صحيح البخاري (٤١٢١) (٥/ ١١٢) - صحيح مسلم (٦٤ - ١٧٦٨) (٣/ ٣٨٨).
(٢) الطبقات الكبرى (٣/ ٥٥).
(٣) الأموال للقاسم بن سلام (١٤٦) (١/ ٧١).
(٤) سنن سعيد بن منصور (٢٥٨٩) (٢/ ٢٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>