للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قصة، وعورض هذا بما أخرج مسلم (١)، عن أبي (ثعلبة) (٢)، عن النبي "في الذي يدرك صيده بعد ثلاث، قال: فكله ما لم ينتن". وبما قدمناه في حديث عدي من قوله: "فيغيب عنه الليلة والليلتين … الحديث".

قلت: قد أخرج الترمذي (٣)، والنسائي (٤)، في حديث عدي، قلت: "يا رسول اللَّه إنا أهل صيد، وإن أحدنا يرمي الصيد فيغيب عنه الليلة والليلتين، فنتبع أثره، فنجده ميتا، قال: إذا وجدت السهم فيه، ولم تجد فيه أثر غيره، وعلمت أن سهمك قتله، فكل". قال الترمذي: حسن صحيح. قال ابن عبد البر: وهو قول جمهور العُلماء، وأولى ما اعتمد عليه، انتهى.

ونحن لا نخالف في أنه إذا علم أن سهمه هو الذي قتله أن يحل.

(١٧٤٤) قوله: "وتعليم ذي الناب بالكلب ترك الأكل، وذي المخلف كالباز الاتباع إذا أرسل، والإجابة إذا دعي، روي ذلك عن ابن عباس ".

وقال في الهداية: "وتعليم الكلب أن يترك الأكل ثلاث مرات، وتعليم البازي أن يرجع، ويجيب إذا دعوته، وهو مأثور عن ابن عباس".

قال المخرجون: لم نجده.

قلت: ظنوا أن الضمير لتمام ما ذكر فقالوا هذا، وليس المراد، إلا ما قال المُصَنِّف دون ذكر العدد، لأنه قال في الهداية بعد سطور يسيرة: وعند أبي حنيفة لا يقدر بالثلاث، لأن التقدير لا يعرف إلا سماعًا، ولا سماع، والأثر رواه محمد بن الحسن في الآثار، أخبرنا أبو حنيفة، عن حماد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: "ما


(١) صحيح مسلم (١٠ - ١٩٣١) (٣/ ١٥٣٢).
(٢) في (م): أبي يعلى.
(٣) سنن الترمذي (١٤٦٨) (٤/ ٦٧).
(٤) سنن النسائي (٤٣٠٠) (٧/ ١٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>