للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

دلائل النبوة: فلم يخرج فيه، إلا قوله: "الخمر جماع الإثم، والنساء حبالة الشيطان" أخرجه (١) من حديث عقبة بن عامر في باب ما روي في خطبته في تبوك، ولا بأس بذكر الخبر بتمامه، فقد اجتمع على جمل من جوامع الكلم الذي اختص بها سيد البشر . قال البيقهي: أنا أبو عبد اللَّه الحافظ، وأبو بكر أحمد بن (الحسن) (٢) القاضي، وأبو عبد الرحمن السلمي، قالوا: (أنا) (٣) أبو العباس محمد بن يعقوب، أنا أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي، ثنا يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري، أنا عبد العزيز بن عمران، أنا عبد اللَّه بن مصعب بن (منصور) (٤) بن جميل بن سنان، أنا أبي، قال: سمعت عقبة بن عامر الجهني، يقول: "خرجنا مع رسول اللَّه في غزوة تبوك، فاسترقد رسول اللَّه ، فلما كان منها على ليلة، فلم يستيقظ حتى كانت الشمس قيد رمح. قال: ألم أقل لك يا بلال اكلأ لنا الفجر؟ فقال: يا رسول اللَّه ذهب بي النوم فذهب بي الذي ذهب بك، فانتقل رسول اللَّه من ذلك المنزل غير بعيد، ثم صلى، ثم هدر بقية يومه وليلته، فأصبح بتبوك، فحمد اللَّه، وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أيها الناس، أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب اللَّه، وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم، وخير السنن سنة محمد، وأشرف الحديث ذكر اللَّه، وأحسن القصص هذا القرآن، خير الأمور عوازمها، وشر الأمور محدثاتها، وأحسن الهدي هدي الأنبياء، وأشرف الموت قتل الشهداء، وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى، وخير الأعمال ما نفع، وخير الهدي ما أتبع، وشر العمى عمى القلب، واليد العليا خير من اليد السفلي، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وشر المعذرة حين يحضر الموت، وشر الندامة يوم القيامة، ومن الناس من لا يأتي الجمعة إلا دبًرا، ومنهم


(١) دلائل النبوة للبيهقي (باب ما روي في خطبته بتبوك) (٥/ ٢٤١).
(٢) في الأصل و (م) (الحسن) والتصويب من دلائل النبوة للبيهقي (٥/ ٢٤١).
(٣) في (م) أخبرنا.
(٤) في الأصل و (م) (منصور) (بالصاد): التصويب من دلائل النبوة للبيهقي (٥/ ٢٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>