للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرقاع بعد الخندق. فقد صح أنه (١) صلى صلاة الخوف بذات الرقاع. على ما رواه مسلم (٢) عن جابر فلزم أنها بعد الخندق وبعد عسفان، ويؤيد هذا أن أبا هريرة، وأبا موسى شهدا غزوة ذات الرقاع كما في الصحيحين (٣) عن أبي موسى أنه شهد غزوة ذات الرقاع. وفي مسند أحمد (٤)، والسنن (٥): "أن مروان بن الحكم سأل أبا هريرة: هل صليت مع رسول اللَّه صلاة الخوف؟ قال: نعم، قال: متى؟ قال: عام غزوة نجد" وهذا يدل على أنها بعد غزوة خيبر، فإن إسلام أبي هريرة كان في غزوة خيبر، وهي بعد الخندق، فهي بعدما هو بعد، فمن جعلها قبل الخندق فقد وهم، انتهى.

قلت: لم أقف على الدليل الذي دل على أن عسفان بعد الخندق، والخلاف ثابت فيه. ذكر ابن إسحاق أن عسفان على رأس ستة أشهر من صلح بني قريظة خرج رسول اللَّه في جمادي الأولى يطلب بأصحاب الرجيع خبيب، وأصحابه، وكان قتل خبيب في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرًا من الهجرة. وقال البيهقي في دلائل النبوة (٦): وقد زعم بعض أهل المغازي أن هذه الغزوة كانت بعد قريظة. وأما ما استدل به من حديث جابر فلفظ مسلم (٧)، عن جابر قال: "أقبلنا مع رسول اللَّه حتى إذا كنا بذات الرقاع" وفيه: "قال فنودي بالصلاة. فصلى بطائفة ركعتين، ثم تأخروا، وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين .. الحديث". ولفظ حديث أبي هريرة: "فقام رسول


(١) وفى (م) .
(٢) صحيح مسله (٣٠٧) (٨٤٠) (١/ ٥٧٤).
(٣) صحيح البخاري (٤١٢٨) (٥/ ١١٣)، صحيح مسلم (١٤٩) (١٨١٦) (٣/ ٤٤٩).
(٤) مسند أحمد (٨٢٦٠) (١٤/ ١٢).
(٥) سنن أبي داود (١٢٤٠) (٢/ ١٤)، سنن الترمذي (٥٦٤) (٢/ ٤٥٣)، السنن الكبرى للنسائي (١٩٤٤) (٢/ ٣٧٠)، الصغرى (١٥٤٣) (٣/ ١٧٣).
(٦) دلائل النبوة للبيهقي (باب غزوة بني لحيان) (٣/ ٣٦٤).
(٧) صحيح مسلم (٣١١) (٨٤٣) (١/ ٥٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>