للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحديث". وما أخرج الحاكم (١)، عن أبي هريرة، "أن النبي حض على صدقة رمضان، على كل إنسان: صاع من تمر: أو صاع من شعير، أو صاع من قمح". وما أخرج (٢) أيضًا عن عليّ : "في صدقة الفطر عن كل صغير وكبير، حر أو عبد: صاع من بر، أو صاع من تمر" فيعارض حديث ابن أبي (صعير) (٣) في "نصف صاع من بر، الحديث".

قلت: أما ما ذكر من تبادر البر وأنه عُرف أهل الحجاز .. إلخ.

فيرده ما رواه البخاري (٤) في صحيحه، في باب الصدقة قبل العيد، ثنا معاذ بن فضالة، ثنا أبو عمر، عن زيد بن أسلم، عن عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد الخدري، قال: "كنا نخرج في عهد النبي ، يوم الفطر صاعًا من طعام، قال أبو سعيد: وكان طعامنا الشعير، والزبيب، والأقط، والتمر" انتهى. فلو كانت الحنطة من طعامهم الذي يخرج لبادر إلى ذكرها لأنها صريح في مستنده، ولو علم من النبي فيها قولًا أو فعلًا أو تقريرًا لحاج به معاوية، ورد به رأيه وأمر به ونهى الناس عن اتباع (٥) معاوية، ولم يقتصر على نفسه في قوله: "أما أنا فلا أزال أخرجه إلخ" وبهذا ظهر خطأ الرواية المصرح فيها بالحنطة، وقد ردها البيهقي، وأشار أبو داود إلى أنها غير محفوظة، وللكرماني وابن الملقن في شرح هذا الحديث من الصحيح كلام طويل سبقهما إليه شرح مسلم، ولشيخنا في شرح الهداية في رد ذلك، وتقرير معنى الحديث كلام متين ﴿وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾. وأما المروي عن ابن عمر فما في المشكل بَيِّنُ الخطأ، حيث قال في المتن: "أو صاعًا من


(١) المستدرك (١٤٩٣) (١/ ٥٦٩).
(٢) المستدرك (١٤٩٦) (١/ ٥٧٠).
(٣) في (م) (معين) وهنا كذلك يظهر سوء ضبطه لهذا الاسم المتكرر.
(٤) صحيح البخاري (١٥١٠) (٢/ ١٣١).
(٥) هنا انتهت الورقة (٨١/ ب) من (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>