للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدغم إذا كان ساكنا، والمدغم فيه كذلك، التقى ساكنان، والتقاء الساكنين في الوصل في هذا النحو ليس من كلامهم، فأظهر الحرف الأوّل وحرّكه، وأسكن الحرف الثاني من المثلين، وهذه لغة أهل الحجاز فلم يلتق الساكنان.

وحجة من أدغم أنّه لما أسكن الحرف الأول من المثلين ليدغمه في الثاني «١» وكان الثاني ساكنا، وقد أسكن الأوّل للإدغام حرّك المدغم فيه لالتقاء الساكنين على اختلاف في التحريك، وهذه لغة بني تميم. وإنّما حرّك بنو تميم ذلك لتشبيههم إياه بالمعرب، وذلك أنّ المعرب قد اتفقوا على إدغامه، فلما وجدوا ما ليس بمعرب مشابها للمعرب في تعاور الحركات عليه كتعاورها على المعرب، جعلوه بمنزلة المعرب فأدغموا كما أدغموا المعرب، وهذا من فعلهم يدل على صحّة ما ذهب إليه سيبويه من تشبيه حركة الإعراب بحركة البناء في التخفيف نحو:

.. أشرب غير مستحقب «٢» ألا ترى أنّهم «٣» شبهوا حركة البناء بحركة الإعراب في إدغامهم في الساكن المحرّك «٤» بغير حركة الإعراب، فكما شبهوا حركة البناء

بحركة الإعراب، كذلك شبهوا حركة الإعراب بحركة البناء في نحو:

أشرب غير مستحقب


(١) عبارة (ط): ولم يدغم في الثاني ...
(٢) سبق انظر ١/ ١١٧ و ٤١٠.
(٣) في (ط): قد.
(٤) في (ط): المتحرك.