للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأمّا من قرأ: (مهلك) فيحتمل ضربين، يجوز أن يكون: إهلاك أهله: أي: لم يشهد إهلاك أهله، ويجوز أن يكون الموضع أي: لم يشهد موضع الإهلاك.

[النمل: ٥١]

اختلفوا في فتح الألف وكسرها من قوله جلّ وعزّ «١»: (إنا دمرناهم وقومهم) [النمل/ ٥١].

فقرأ عاصم وحمزة والكسائي: (أنّا) بفتح الألف، وقرأ الباقون: إنا بكسر الألف «٢».

قال أبو علي: قال سبحانه «٣»: فانظر كيف كان عاقبة مكرهم إنا دمرناهم [النمل/ ٥١]. من كسر (إنّا) جاز أن تكون (كان) المفتقرة إلى الخبر، وجاز (أن) تكون «٤» التي بمعنى وقع، فإذا جعلته على وقع كان قوله «٥»: (كيف) في موضع حال تقديره: على أي حال وقع عاقبة مكرهم. أي أحسنا وقع عاقبة مكرهم، أم سيّئا؟ ويكون في: كيف ضمير من ذي الحال، كما أنّك إذا قلت في الدار حدث الأمر، فجعلته في موضع الحال كان كذلك، وحكم «كيف» «٦» أن يكون متعلقا بمحذوف، كما أنّك إذا قلت في الدار وقع زيد، تقديره: وقع زيد مستقرا في هذه الحال، فإن جعلته ظرفا للفعل تعلق بكان الذي بمعنى الحدوث.


(١) في ط: تعالى.
(٢) السبعة ص ٤٨٣ - ٤٨٤.
(٣) سقطت من ط.
(٤) كذا في ط وسقطت من م.
(٥) كذا في م وسقطت من ط.
(٦) في ط: على أن.