في المعاقبة كالتنوين وحرف الندبة، وكعلامة الضمير والنّون في نحو: هم الضّاربوه، والآخذوه.
ووجه من أثبت الياء في المنادى، أنّه علامة ضمير كالهاء في غلامه، والكاف في غلامك، فكما لا تحذف هاتان العلامتان كذلك لا تحذف الياء، والأوّل أكثر في استعمالهم.
[الزخرف: ٧١]
قال: قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم: تشتهيه الأنفس [الزخرف/ ٧١] بإثبات هاء بعد الياء.
وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم: تشتهي بغير هاء «١».
قال أبو علي: حذف الهاء من الصّلة في الحسن كإثباتها، إلا أنّ الحذف يرجح على الإثبات بأنّ عامّة هذا النحو في التنزيل جاء على الحذف، فمن ذلك قوله: أهذا الذي بعث الله رسولا [الفرقان/ ٤١] وسلام على عباده الذين اصطفى [النمل/ ٥٩] ولا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم [هود/ ٤٣] ويقوّي الحذف من جهة القياس أنّه اسم قد طال،
والأسماء إذا طالت فقد يحذف منها، كما حذفوا من اشهيباب، واحميرار، وكما حذفوا من كينونة، وصيرورة، فكما ألزموا الحذف لهذا ولباب احميرار في أكثر الأمر، كذلك يحسن أن تحذف الهاء من الصلة، وقد جاءت مثبتة في قوله: إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس [البقرة/ ٢٧٥].
[الزخرف: ٨٥]
اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: وإليه يرجعون [الزخرف/ ٨٥] في الياء والتاء.