من كان مرعى عزمه وهمومه ... روض الأماني لم يزل مهزولا
لم يكن ذلك لأن أبا تمام يستشهد بشعره، لكن عضد الدولة كان يحب هذا البيت وينشده كثيرا. ثم لم تكن عبارة «عليه السلام» من اختصاص الشيعة ويكفي أن أذكر ابن الأثير في الكامل في التاريخ وكثيرا ما يذكر «عليه السلام» عند ما يرد ذكر سيدنا علي عليه السلام. (انظر ١/ ١١٢، ٣٣٥) وغيرها كثير متناثر في الأجزاء.
وهنالك كلمة أخيرة هي الفيصل في هذا الأمر، وهي أن الحق الذي لا معدل عنه ما يقوله رجال الجرح والتعديل في أبي علي الفارسي لأنّهم هم أصحاب هذا الفن المعتمد، والمعوّل عليهم في بيان حالة الرجل، لا ما يستنبط بالظن والتخمين.
[مؤلفاته:]
تعدّ كتب أبي علي الفارسي- رحمه الله- أساسا ركينا، ومرجعا أصيلا من مراجع مكتبتنا العربية في اللغة والنحو، وأصبح في كتابه الحجة لا يستغني عنه كبار المفسّرين واللغويين والنحاة.
وإننا لا نكاد نجد عالما جاء بعده من علماء العربية إلّا وكان على بحر علمه من الواردين، ومن نفائس درره من اللاقطين، جميعهم يعرف فضله، فينهل من معينه بلا أنفة، ويزين كتبه بنقول عنه، يجعلها في باب احتجاجه فيصلا حكما. فشاعت مؤلفاته، وانتشر علمه بين العلماء والدارسين من سابقين ولاحقين.
ولقد ذكر مؤلفاته ياقوت في معجم الأدباء [٧/ ٢٤٠]: قال: ولأبي عليّ من التصانيف:
١ - كتاب الحجة، وهو كتابنا هذا الذي نقدمه بين يدي القرّاء.
٢ - كتاب التذكرة (قال عنه في كشف الظنون ١/ ٣٨٤ وهو كبير في مجلدات ... ).