للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[تقديم]

لقد شاءت إرادة الله- عزّ وجل- أن تكون «فهارس كتاب الحجّة للقراء السبعة» التي بين يدي القارئ الكريم، آخر الأعمال العلمية لأستاذنا العالم المحقّق المدقّق الأستاذ عبد العزيز رباح، تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنانه وجمعنا به يوم القيامة تحت لواء سيد المرسلين.

ولقد كانت هذه «الفهارس» شغل أستاذنا الشاغل في آخر حياته وهو يصارع المرض الذي ألم به، وكأنه كان يحرص على الانتهاء منها قبل أن تنتهي أيامه على ظهر هذه الأرض، وقبل أن يبدأ رحلته إلى دار الخلود والنعيم المقيم إن شاء الله، ولطالما حدثني عن حرصه على إعدادها على كثرة مشاغله وتعدد ارتباطاته، فقد كان يدير العمل في دار المأمون للتراث ويشرف بنفسه على جميع الأعمال العلمية والفنية التي صدرت عنها، وقد ألزم نفسه أمر تدقيق وتصحيح ما أصدرته الدار من الكتب على تنوعها لأنه كان شديد الحساسية تجاه ظهور الأخطاء المطبعية وغير المطبعية في منشورات الدار التي كان يحرص على اسمها حرصه على اسمه وربما أكثر من ذلك لأنه أراد لها أن تكون حصنا من حصون العربية والتراث الأصيل.

والناظر فيما أخرجته دار المأمون للتراث خلال ما يزيد على العشرين عاما من إدارته لها ينتهي إلى ما ذكرته، فقد صدرت عنها مجموعة من المصنفات التراثية المتخيرة وفي علوم مختلفة تشكل مع بعضها مكتبة بيتية قيمة. وما من زائر- مهتم بالتراث عموما- ممن زار دمشق في السنوات الأخيرة إلا وكان يحرص على زيارة دار المأمون والالتقاء بصاحبها الناشر العالم والاستفادة من