الجلوس إليه. ولقد حظيت الدار في أيامه بشهرة واسعة في الأقطار العربية والأقطار الإسلامية.
وهذه «الفهارس» تفتح مغاليق كتاب «الحجّة» وتسهل على القراء- والباحثين منهم على وجه الخصوص- أمر الاستفادة منه من أقرب سبيل.
وإذا علمنا بأن أبا عليّ الفارسي كان في الذروة العليا من فنون العربية وما يتصل بها، أدركنا أهمية الكتاب وأهمية فهارسه وأهمية عمل أستاذنا عبد العزيز رباح في إعدادها وهو الباحث الحصيف المتمكن الذي عانى كما عانى الكثير من أهل صناعة التحقيق من المراجعة في الكتب التي لم تفهرس على الوجه الصحيح، فأراد لكتاب «الحجّة» أن يكون حجّة له يوم الدّين بإعداده لفهارسه على هذا النحو من الإتقان ومراجعته وتدقيقه السابق للكتاب ككل، فجزاه الله تعالى الجزاء الأوفى على حسن صنيعه في هذه الفهارس وسواها مما سبق له إخراجه وجعل مقامه في علّيين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
دمشق الشام في ٢٢/ شعبان المعظم/ ١٤١٩ هـ خادم تراث الأسلاف محمود الأرناءوط