للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فادّرك وادّارك بمعنى، كما أن عور واعوار بمعنى، ولو قرئ: حتى إذا ادّاركوا فيها، وادّركوا لكان مثل ما في هذه الآية، وقول الشاعر:

ولولا دراك الشّدّ قاظت حليلتي «١» أي: لولا متابعتي للعدو والنجاء، لأسروني. فدراك مصدر لدارك، كما أنّ القتال مصدر لقاتل.

[النمل: ٦٧]

قال: قرأ ابن كثير وأبو عمرو: (أيذا كنا ترابا وآباؤنا أينا) [النمل/ ٦٧] بهمزة، غير أن ابن كثير لا يمدّ، وأبو عمرو يمدّ، وكان أبو عمرو يأتي بألف بعد الهمزة، ثمّ ياء، وكان ابن كثير لا يأتي بألف بعدها ياء، تقول: (أيذا، أينا، وقرأ عاصم وحمزة: أإذا بهمزتين، أإنا بهمزتين، وقرأ نافع: (إذا كنّا ترابا) مكسورة الألف، (آينا) ممدودة، وقرأ ابن عامر والكسائي: أإذا كنا ترابا بهمزتين، (إنّنا لمخرجون) بنونين وكسر الألف من غير استفهام.

[قال أبو علي] «٢»: قد ذكرنا ألفاظ ذلك ومعانيه فيما تقدّم.

[النمل: ٧٠]

قال: وقرأ ابن كثير: في (ضيق) بكسر الضاد. [النمل/ ٧٠].

خلف عن المسيبي عن نافع مثله، وكذلك روى أبو عبيدة «٣» عن إسماعيل عنه وهو غلط، وقرأ الباقون ضيق بفتح الضاد «٤».


(١) في (ط): «ادارك». والصواب ما أثبتناه من (م) وقاظت: أقامت زمن القيظ.
هذا ولم نعثر لصدر البيت على تتمة، ولم نقف له على قائل. وهو من الطويل.
(٢) سقطت من ط.
(٣) في السبعة: أبو عبيد.
(٤) السبعة ص ٤٨٥.