للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الحجر: ١٥]

اختلفوا في تشديد الكاف وتخفيفها من قوله عزّ وجلّ:

سكرت [١٥].

فقرأ ابن كثير: (سكرت) خفيفة.

وقرأ الباقون: سكرت مشدّدة «١».

أبو عبيدة: (سكرت): غشّيت «٢»، وكأن معنى سكرت:

لا ينفذ نورها، ولا تدرك الأشياء على حقيقتها، وكأنّ معنى الكلمة انقطاع الشيء عن سببه الجاري، فمن ذلك: سكر الماء، هو ردّه عن سيبه في الجرية، وقالوا: التسكير في الرأي قبل أن يعزم على شيء، فإذا عزم على أمر ذهب التسكير، ومنه السكر في الشراب، إنّما هو أن ينقطع عن ما هو عليه من المضاء في حال الصحو، فلا ينفذ رأيه ونظره على حدّ نفاذه في صحوه، وقالوا: سكران لا يبت، فعبروا عن هذا المعنى فيه.

ووجه التثقيل أنّ الفعل مسند إلى جماعة فهو مثل:

مفتحة لهم الأبواب [ص/ ٥٠] ووجه التخفيف أنّ هذا النحو من الفعل المسند إلى الجماعة قد يخفّف. قال «٣»:

ما زلت أغلق أبوابا وأفتحها وإنّما حملت التثقيل في سكرت على التكثير، على تنزيل أن (سكرت) بالتخفيف قد ثبت تعدّيه في قراءة ابن كثير،


(١) السبعة ٣٦٦.
(٢) انظر مجاز القرآن ١/ ٣٤٧.
(٣) صدر بيت للراعي سبق ذكره في ٣/ ٤٤١.