فهو واحد، وحجّة التثنية قوله: ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين [الزخرف/ ٣٦] فقوله: جاءانا على التثنية هو الكافر وقرينه هذا.
وهكذا روي عن عكرمة قال: الكافر وقرينه، وليس يدلّ قوله:
يا ليت بيني وبينك أنّ قرينه ليس معه، بل يجوز أن يقول له هذا وهو معه.
[الزخرف: ٥٣]
قال وكلّهم قرأ: أساورة [الزخرف/ ٥٣] إلّا عاصما في رواية حفص، فإنّه قرأ: أسورة.
قال أبو زيد: قالوا: رجل إسوار من قوم أساورة، وهو إسوار المرأة، وسوار المرأة وأسورة لجماعتها، قال: وهما قلبان «١» يكونان في يديها.
قال أبو علي: فرواية حفص: أسورة هو جمع سوار، جمعه على أسورة، مثل: سقاء وأسقية. وإزار وآزرة، وخوان وأخونة.
ومن قرأ أساورة جعله جمع إسوار الذي ذكره أبو زيد، وقال في الجمع: أساورة، فألحق الهاء في الجمع على أن الهاء عوض من الياء التي ينبغي أن تلحق في جمع إسوار على حدّ: إعصار وأعاصير فإن شئت قلت: أساورة، وإن شئت قلت: أساوير. ويجوز في أساورة أن يكون جمع أسورة مثل أسقية وأساق، ولحقت علامة التأنيث كما لحقت في قشعم وقشاعمة، فأمّا أساورة في جمع إسوار، فالهاء فيه على حدّ ما يلحق المعربات نحو: طيالسة، وزنادقة، وقد لحقت هذه