للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مجرى المثلين. ويقوّي ذلك اتفاقهم في ستّ في الإدغام. ألا ترى أن الدّال ألزمت الإدغام في مقاربها «١»، وإن اختلفا في الجهر والهمس، ولما ألزمت الدال الإدغام في مقاربها «١»، فصارت الكلمة بذلك على صورة لا يكون في كلامهم مثلها، إلّا أن يكون صوتا، أبدلت من السين التاء، وأدغمت الدال في التاء فصار ستّا «٣»، فبحسب إلزامهم الإدغام في هذه الكلمة مع اختلاف الحرفين في الجهر والهمس يحسن الإدغام في:

لَبِثْتَ ولَبِثْتُمْ. ويقوّي الإدغام فيه أيضاً أنّ التاء ضمير فاعل، وضمير الفاعل يجري مجرى الحرف من الكلمة، يدلّ «٤» على ذلك وقوع الإعراب بعد ضمير الفاعل في: يقومان، ونحوها، وسكون اللّام في نحو: فعلت، فضارع بذلك الحرفين المتصلين، وإذا «٥» صار بمنزلة المتصلين من حيث ذكرنا، لزم الإدغام كما لزم في ستّ، وكما أدغم من أسكن العين في وتد فقال: ودّ.

[البقرة: ٢٥٩]

اختلفوا في إثبات الهاء في الوصل من قوله عزّ وجلّ «٦»:

لَمْ يَتَسَنَّهْ [البقرة/ ٢٥٩] واقْتَدِهْ [الأنعام/ ٩٠] وما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ [الحاقة/ ٢٨]


(١) في (ط): مقاربه.
(٣) عبارة اللسان (سدس): ستة وست: أصلهما: سدسة وسدس، قلبوا السين الأخيرة تاء لتقرب من الدال التي قبلها، وهي مع ذلك حرف مهموس، كما أن السين مهموسة فصار التقدير: سدت، فلما اجتمعت الدال والتاء وتقاربتا في المخرج، أبدلوا الدال تاء لتوافقها في الهمس، ثم أدغمت التاء في التاء، فصارت ست كما ترى، فالتغيير الأول للتقريب من غير إدغام، والثاني للإدغام.
(٤) في (ط): «يدلك».
(٥) في (ط): «فإذا».
(٦) سقطت «وجل» من (ط).