للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كما يقدم خبر كان في قوله «١» تعالى: وكان حقا علينا نصر المؤمنين [الروم/ ١٤٧]، وجاز تقديمه، وإن كان فيه ذكر من القلوب، ولم يمتنع من حيث يمتنع الإضمار قبل الذكر، لما كان النية به التأخير، كما لم يمتنع: ضرب غلامه زيد، لمّا كان التقدير به التأخير، ألا ترى أن حكم الخبر أن يكون بعد الاسم، كما أن حكم المفعول به أن يكون بعد الفاعل؟

فأما من قرأ يزيغ بالياء فيجوز أن يكون ذهب إلى أنّ في كاد ضمير الحديث، فإذا اشتغل كاد بهذا الضمير ارتفع القلوب بيزيغ؛ فذكر، وإن كان فاعله مؤنثا لتقدم الفعل.

ومن قرأ بالتاء تزيغ جاز أن يكون ذهب إلى أنّ القلوب مرتفعة بكاد، فلا يكون تزيغ فعلا مقدما كما كان عند الآخرين كذلك، فإذا لم يكن مقدّما قبح التذكير لتقدّم ذكر الفاعل كما قبح:


(١) جاء في حاشية (ط): تعليقة نصها: «هذا الوجه منقول عن أبي الحسن الأخفش. ومثله قول العجاج:
إذا سمعت صوتها الخرّارا ... يهوي أصمّ وقعها الصّرارا
المعنى: أصمّ وقعها يهوي، بمعنى هاويا، فقدم الضمير، وهو حجة لأبي الحسن. اه. قلت: والبيت في ديوان العجاج ٢/ ١٢١ من قصيدة طويلة ورواية الثاني: «صقعها» بدل «وقعها». والصقع: شدة وقع الشيء على شيء صلب. قال ابن قتيبة: «يقول: إذا سمعت صوت الحجر يهوي بين السماء والأرض، أصمّ وقعها الصرار، وهو طائر يقال له الجدجد أيضا» المعاني الكبير ٢/ ١١٠٣.