للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال أبو الحسن: وزعموا أنها لغة، قال: وهي «١» قليلة، يعني نحو: لتضرب، وأنت تخاطب.

فأما «٢» قراءة ابن عامر: هو خير مما تجمعون بالتاء، فعلى أنّه عنى المخاطبين، والغيب جميعا، إلا أنّك غلّبت المخاطب على الغيبة، كما غلّبت التذكير على التأنيث، فكأنه أراد به المؤمنين وغيرهم.

ومن قرأ بالياء كان المعنى: فافرحوا بذلك أيّها المؤمنون، أي: افرحوا بفضل الله ورحمته، فإن ما آتاكموه من الموعظة، وشفاء ما في الصدور، وثلج اليقين بالإيمان وسكون النفس إليه، خير مما يجمعه غيركم من أعراض الدنيا، ممّن فقد هذه الخلال التي حزتموها.

فإن قلت: فكيف جاء الأمر للمؤمنين بالفرح وقد ذمّ ذلك في غير موضع من التنزيل؟ من ذلك قوله سبحانه «٣»: لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين [القصص/ ٧٦] وقال: إنه لفرح فخور [هود/ ١٠]، قيل: إن عامّة ما جاء مقترنا بالذمّ من هذه اللفظة إذا جاءت مطلقة، فإذا قيّدت لم يكن ذمّا، كقوله سبحانه «٤»: ... يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله [آل عمران/ ١٧٠]، وقد قيّدت في الآية بقوله فبذلك.


(١) في (م): أنها لغة قليلة.
(٢) في (ط): وأما.
(٣) سقطت من (ط).
(٤) سقطت من (ط).