للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التثنية! قيل: هذا يختصّ به الوقف، فلا يثبت في الوصل ويسقط، وإذا لم تثبت لم يقع الاعتداد بها، وكان في تقدير الألف. فإن قلت: إنه قد حكي أن منهم من يقول في الوصل والوقف:

أفعي، وأعشي؛ فالقول في ذلك: أنه يجوز أن يكون جعل الحرف في الوصل مثله في الوقف، كما يجري الوصل مجرى الوقف في أشياء. وكأنّهم أرادوا بذلك أن يكون الحرف أبين، على أنّي رأيت أبا إسحاق لا يرتضي هذه اللغة، ويقدح فيها من طريق القياس.

قال أبو الحسن: قرأ بعض أهل المدينة بالكسر للياء في الإضافة، قال: وذا رديء!.

قال أبو علي: لا وجه لذلك إلا أن يكون جاء به على قول من قال «١»:

هل لك يا تافيّ فحذف الياء التي تتبع الياء وهذا قليل في الاستعمال، ورديء في القياس، ألا ترى أن الياء للمتكلم، بمنزلة الكاف للمخاطب، فكما لا تلحق الكاف زيادة في الأمر الشائع،


(١) جزء من بيت للأغلب العجلي شاعر مخضرم، وهو من أرجوزة، وتمامه مع ما بعده:
قال لها هل لك يا تافيّ ... قالت له ما أنت بالمرضي
معاني القرآن ٢/ ٧٦، المحتسب ٢/ ٤٩، والخزانة ٢/ ٢٥٧.