للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى هبيرة عن حفص عن عاصم بنونين، وفتح الياء، وهذا غلط من قول هبيرة «١».

من قال: فننجي من نشاء كان ننجي* حكاية حال.

ألا ترى أن القصّة فيما مضى، وإنما حكى فعل الحال على ما كانت عليه، كما أنّ قوله: إن ربك ليحكم بينهم [النحل/ ١٢٤] حكاية للحال الكائنة، وكما أنّ قوله: ربما يود الذين كفروا [الحجر/ ٢]، جاء «٢» هذا النحو على الحكاية، كما أنّ قوله: هذا من شيعته، وهذا من عدوه [القصص/ ١٥]، إشارة إلى الحاضر، والقصة ماضية لأنه حكى الحال.

ومن حكاية الحال قوله: وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد [الكهف/ ١٨]، فلولا حكاية الحال لم يعمل اسم الفاعل، لأنه إذا مضى اختصّ، وصار معهودا، فخرج بذلك من شبه الفعل، ألا ترى أن الفعل لا يكون معهودا، فكما أن اسم الفاعل إذا وصف أو حقّر لم يعمل عمل الفعل لزوال شبه الفعل عنه باختصاصه الذي يحدثه فيه التحقير والوصف كذلك إذا كان ماضيا.

فأما النون الثانية من ننجي* فهي مخفاة مع الجيم، كذلك النون مع سائر حروف الفم، لا تكون إلّا مخفاة، قال أبو عثمان: وتثبيتها معها لحن.

والنون مع الحروف ثلاث أحوال: الإدغام، والإخفاء،


(١) السبعة ٣٥٢ وما بين معقوفين زيادة منه.
(٢) جاء على هامش (ط) قوله: (كذا عنده).