للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فكما دخلت على من، وكانت نكرة، كذلك تدخل على ما على الحدّ الذي دخل في من، فهذا ضرب.

والضرب الآخر: أن تدخل كافّة نحو الآية، ونحو قول الشاعر «١»:

ربّما أوفيت في علم ... ترفعن ثوبي شمالات

والنحويّون يسمّون ما هذه الكافّة، يريدون أنّها بدخولها كفّت الحرف عن العمل الذي كان له، وهيّأته لدخوله على ما لم يكن يدخل عليه. ألا ترى أنّ رب إنما تدخل على الاسم المفرد، ربّ رجل يقول ذاك، وربّه رجلا يقول ذاك، ولا تدخل على الفعل، فلمّا دخلت ما عليها هيّأتها للدّخول على الفعل، فمن ذلك قوله: ربما يود الذين كفروا [الحجر/ ٢]، فوقع الفعل بعدها في الآية، وهو على لفظ المضارع، ووقع في قوله:

ربّما أوفيت في علم على لفظ المضيّ، وهكذا ينبغي في القياس، لأنّها تدلّ


(١) البيت لجذيمة الأبرش في سيبويه ١/ ١٥٤ النوادر/ ٥٣٦ (ط. الفاتح) والمقتضب ٣/ ١٥ وابن الشجري ٢/ ٢٤٣ والمفصل ٩/ ٤٠ والهمع ٢/ ٣٨ والدرر ٢/ ٤١ - ٩٩ والعيني ٣/ ٣٤٤. والخزانة ٤/ ٥٦٧ - ٥٦٨. وشرح أبيات المغني ٣/ ١٦٣ و ٥/ ٢٥٧.
وأوفيت على الشيء: أشرفت عليه، والعلم: الجبل، والشمال:
الريح التي تهب من ناحية القطب.