للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وإنما قيل لعمله طائر، وطير في بعض القراءة على حسب تعارف العرب لذلك في نحو قولهم: جرى طائره بكذا. ومثل هذا في ياسين: قالوا طائركم معكم [١٩] وفي الأعراف: إنما طائرهم عند الله [١٣١]. وروينا عن أحمد بن يحيى عن أبي المنهال المهلبي قال: حدثنا أبو زيد الأنصاري: أن ما مرّ من طائر أو ظبى أو غيره فكلّ ذلك عندهم طائر، وأنشد أبو زيد لكثير في تصييرهم كل ما زجر طائرا، وإن كان ظبيا أو غيره من البهائم. فقال:

فلست بناسيها ولست بتارك إذا عرض الأدم الجواري سؤالها قال: ثم أخبر في البيت الثاني أن الذي زجره طائر فقال:

أأدرك من أم الحكيم غبطة ... بها خبّرتني الطّير أم قد أتى لها

«١» وأنشد لزهير في ذلك:

فلمّا أن تفرق آل ليلى ... جرت بيني وبينهم ظباء

جرت سنحا فقلت لها مروعا ... نوى مشمولة فمتى اللقاء

«١» قال أبو زيد: فقولهم: سألت الطير، وقلت للطير: إنما هو:


(١) انظر ديوان زهير/ ٥٩. وفيه «تحمل أهل» بدل «تفرق آل» و «الظباء» بدل «ظباء» و «أجيزي» بدل «مروعا».