للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويلحق الكلمة حذف النون، فإن حذفت أمكن أن يقدّر حذف النون منها، وقد أسكنت، وأن يقدّر الحذف منها غير مسكّن الأوسط، فإذا قدّر حذفها وقد أسكنت وردّ فيها النون بعد الحذف، جاز أن تحرّك بالفتح فيقال: لدن. قال سيبويه: شبّهوه بالخفيفة مع الفعل ففتحوها كفتحهم لام الفعل مع الخفيفة. وقال أبو زيد «١»: جئت فلانا لدن غدوة، ففتحوا الدال، ويجوز أن تحرّك بالكسر في نحو (من لدنك)، و (لدنه) لأن من الساكنين ما إذا التقيا ما يحرّك أحدهما بالكسر كما يحرّك بالفتح، وربما تعاقب الأمران على الكلمة الواحدة، فأما حذف النون في قوله:

من لدشولا «٢» ...

فينبغي أن يكون أجري في الحذف، ولم يلتق مع ساكن آخر مجراه في حذفهم لها لالتقاء الساكنين، وذلك أنه في قولهم: من لد الصلاة، حذفت لالتقاء الساكنين من حيث كثر، كما حذفت من الأسماء الأعلام نحو: زيد بن فلان. واستجازوا حذفها كما استجازوه في نحو:

ولك اسقني «٣» ...


(١) النوادر ٤٧٢.
(٢) هذه قطعة من رجز، وهو من الشواهد الخمسين التي لم يعرف لها قائل وتمامة:
من لدشولا فإلى أتلائها.
انظر الكتاب ١/ ١٣٤، وابن الشجري ١/ ٢٢٢ وابن يعيش ٤/ ١٠١ و ٨/ ٣٥، والعين ٢/ ٥١، والخزانة ٢/ ٨٤، وانظر شرح شواهد المغني للبغدادي ٦/ ٢٨٧ وتخريجه فيه. واللسان (لدن).
(٣) هذه قطعة من بيت للنجاشي الحارثي وتمامه: