للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وحاتم الطائيّ وهّاب المئي «١» فهذا يدلّ على التخفيف، وهو فُعُول في الأصل، وإنّما خفف للقافية، كما خفّف البيت الذي قبله وهو:

حيدة خالي ولقيط وعلي فحذف كما حذف نحو:

متى أنام لا يؤرّقني الكري ... ليلا ولا أسمع أجراس المطي

«٢» فإن قيل: لم لا يكون المئي فُعُلا، ويكون جمع فعلة على فُعُل، نحو: خشبة وخشب، وبدنة وبدن؟ فإنّ ذلك لا يكون، ألا ترى أن فعلا لا يكسر فاؤها كما يكسر فاء فُعول، ولأن فعلا قد رفض في المعتلّ فلم يستعمل إلا في هذه الكلمة التي هي ثن في جمع ثنيّ فقط، فلا يحمل عليها غيرها.


(١) البيت من مشطور الرجز قالته امرأة من بني عقيل تفخر بأخوالها من اليمن، وبعده:
ولم يكن كخالك العبد الدّعي انظر النوادر ٣٢١ (ط. الفاتح) وابن الشجري ١/ ٣٨٣ والمصنف ٢/ ٦٨ والخزانة ٣/ ٣٠٤ وعنده جاء شاهدا على أن أصله عند الأخفش: المئين، فحذفت النون لضرورة الشعر ... قال البغدادي: وقال أبو علي- فيما كتبه عليه (لعله على النوادر): خففت ياءات النسب كلها للقافية: فأما المئي والسني، فإنهما جمعا على فعول، ثم قلبت الواوات ياءات، فصار: مئي وسنيّ، ثم خفف بأن حذف إحدى الياءين، كما فعل في: علي والدعي، فبقي المئي والسني.
(٢) البيت سبق في ١/ ١٨٨ وانظر إضافة لما سبق الخصائص ١/ ٧٣ والإنصاف ٢/ ١٩١.
يقول: متى أنام نوما صحيحا لا يؤرقني الكرى، لأنه جعل نومه مع تأريق الكرى له غير نوم. والأجراس جمع جرس، وهو الصوت، وهو كذلك جمع جرس بالتحريك- وهو الجلجل الذي يعلق في عنق الدابة. (وانظر اللسان: مطا).