للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فائتوني المقصورة هاهنا أحسن لاختصاصه بالمعونة فقط دون أن يكون سؤال عين، والعطيّة قد تكون هبة، قال:

ومنّا الذي أعطى الرسول عطيّة ... أسارى تميم والعيون دوامع

«١» فالعطية تجري مجرى الهبة لهم والإنعام عليهم في فك الأسير، وقد يكون بمعنى المناولة.

ووجه قول من قرأ: آتونى أنه لم يرد بآتوني: العطيّة والهبة، ولكن تكليف المناولة بالأنفس، كما كان قراءة من قرأ: (ائتونى) لا يصرف إلى استدعاء تمليك عين بهبة ولا بغيرها، وأمّا انتصاب (زبر الحديد) فإنك تقول: أتيتك بدرهم، وقال:

أتيت بعبد الله في القد موثقا ... فهلا سعيدا ذا الخيانة والغدر

«٢» فيصل الفعل إلى المفعول الثاني بحرف الجر، ثم يجوز أن يحذف الحرف اتساعا، فيصل الفعل إلى المفعول الثاني على حدّ:

أمرتك الخير «٣» .. ونحوه.

قال: قرأ ابن كثير وحد: (ما مكنني) [الكهف/ ٩٥] بنونين، وكذلك هي في مصاحف أهل مكّة.


(١) البيت للفرزدق من قصيدة هجا بها جريرا وهي من النقائض ص ٦٩٦.
انظر ديوانه ٢/ ٥١٦ وشرح أبيات مغني اللبيب ٣/ ١٢٢.
(٢) البيت لم يعرف قائله، انظر ابن الشجري ١/ ٣٥٣، والأشموني ٤/ ٥١ والعيني ٤/ ٤٧٥. والقدّ: سير يقدّ من جلد غير مدبوغ.
(٣) يشير إلى بيت عمرو بن معد يكرب، وقد سبق انظر ٢/ ٣٣١.