للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شيء لأنك حينئذ تعدّي بالبناء إلى غير مضاعف الأربعة، فهذا إذن كموضع أو بقعة سمّي بطرفاء وصحراء.

فأما من قرأ (سيناء) بالكسر فالهمزة فيه منقلبة عن الياء كعلباء، وحرباء، وسيناء، وهي الياء التي ظهرت في نحو: درحاية لمّا بنيت على التأنيث، فإنّما لم ينصرف على هذا القول وإن كان غير مؤنّث لأنه جعل اسم بقعة أو أرض، فصار بمنزلة امرأة سميت بجعفر، ومن هذا البناء قوله: وطور سينين [التين/ ٢] فسينين: فعليل، كرّرت اللام التي هي نون فيه كما كرّرت في: زحليل وكرديد وخنذيذ «١»، ومثله في أن العين ياء وكررت اللام فيه للإلحاق قول الشاعر:

تسمع للجنّ فيه زيزيزما «٢».

الياء الأولى: عين، والثانية لفعليل، فإن قلت: فلم لا يكون سينين كغسلين ولا يكون كخنذيذ؟. فالذي يمنع من ذلك أن أبا الحسن حكى أن واحد سنين: سينينة، وما كان من نحو غسلين لم نعلم علامة التأنيث لحقه، وبهذه الدلالة يعلم أن سينين ليس كسنين ولا أرضين، لأن هذا الضرب من الجمع لا يلحقه التاء للتأنيث، وإنما لم ينصرف سينين كما لم ينصرف (سيناء) لأنه جعل اسما لبقعة أو لأرض، كما


(١) الزحليل: السريع، قال في اللسان (زحل): مثل به سيبويه وفسّره السيرافي، قال ابن جني: قال أبو علي: زحليل من الزحل، كسحتيت من السحت. والكرديد:
ما يبقى في أسفل الجلة من جانبيها من التمر. والخنذيذ: الشاعر المجيد (اللسان).
(٢) الرجز في اللسان (زيز) ... وجاءت روايته فيه: تسمع للجن به زي زي زيا وهي أقوم وزنا. وزي زي: حكاية صوت الجن.