للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عن الأصمعي:

كأنّ سلافة عرضت لنحس يحيل شفيفها الماء الزلالا «١» أي: البرد.

فمن قال: في أيام نحسات فأسكن العين، أسكنها لأنّه صفة مثل غيلان، وصعبات، وخدلات «٢». ويجوز أن يكون جمع المصدر، وتركه على الحكاية في الجمع، كما قالوا: دورة، وعدلة، قال أبو الحسن: لم أسمع في النّحس إلّا الإسكان، وإذا كان الواحد من نحو ذا مسكنا أسكن في الجمع، لأنّها صفة.

وقال أبو عبيدة: نحسات: ذوات نحوس «٣».

فيمكن أن يكون من كسر العين جعله صفة من باب فرق ونزق، وجمع على ذلك إلّا أنّا لم نعلم منه فعلا كما علمنا من فرق، ولكن جعلوه صفة كما أنّ من أسكن فقال: نحسات أمكن أن يكون جعله كصعبات.

فلما كان ذلك صفة، كذلك يكون نحسات فيمن كسر العين، وفعل من أبنية الصفات إلّا إذا لم تعلم منه فعلا، وإن استدللت بخلافه الذي هو سعد، فقلت كما أن سعد على فعل، وجاء في التنزيل: وأما الذين سعدوا [هود/ ١٠٨] فكذلك النحس في القياس، وإن لم يسمع


(١) البيت من قصيدة لابن أحمر في شعره ص ١٢٦، وانظر اللسان والتاج (نحس).
(٢) الخدلة: العلة، الممتلئة.
(٣) مجاز القرآن ٢/ ١٩٧.