للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خسر الدنيا والآخرة، وفاته النعيم، واستحق الجحيم.

وقد يكون خاسرًا من بعض الوجوه دون بعض، ولهذا عمَّم الله الخسار لكل إنسان، إلا من اتصف بأربع صفات:

أ الإيمان بما أمر الله بالإيمان به، ولا يكون الإيمان بدون العلم، فهو فرعٌ عنه لا يتم إلا به.

ب والعمل الصالح، وهذا شاملٌ لأفعال الخير كلها، الظاهرة والباطنة، المتعلقة بحق الله وحق عباده، الواجبة والمستحبة.

ج والتواصي بالحق، الذي هو الإيمان والعمل الصالح، أي: يوصي بعضُهم بعضًا بذلك، ويحثه عليه، ويرغبه فيه.

د والتواصي بالصبر على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقدار الله المؤلمة.

فبالأمرين الأولين يكمل الإنسان نفسه، وبالأمرين الأخيرين يكمل غيره، وبتكميل الأمور الأربعة، يكون الإنسان قد سلم من الخسار، وفاز بالربح العظيم" (١).

وبهذا يظهر أنه لا دليل على ما ذهب إليه ابن عجيبة لا من قريب ولا من بعيد.

٣ - العزلة: قال ابن عجيبة: "كل من اعتزل عن الخلق وانفرد بالملك الحق، طلبًا في الوصول إلى مشاهدة الحق، لا بدَّ أن تفيض عليه المواهب القدسية والأسرار الوهبية والعلوم اللدنية، وهي نتائج فكرة القلوب الصافية" (٢).


(١) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنَّان ١/ ٩٣٤.
(٢) البحر المديد ٣/ ٣٩٣.

<<  <   >  >>