للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تكليمًا لداود وسليمان ولا إبراهيم ولا عيسى فضلًا عن أن يكون ذلك يحصل لأحدٍ من الأولياء، والإيمان بكلِّ ما جاء به الأنبياء واجب، فإنهم معصومون، ولا يجب الإيمان بكلِّ ما يقوله الوليُّ بل ولا يجوز، فإنه ما من أحد من الناس إلا ويؤخذ من كلامه ويترك إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن سبَّ نبيًّا من الأنبياء قُتِل وكان كافرًا مرتدًّا بخلاف الولي" (١).

وابن عجيبة يوجب على من كان في عزلته أن يلتزم بأوراد مبتدعة للوصول لدرجة الكشف، وهو يسير على منهج الصوفية في ذلك مثل:

- ترديد اسم - عز وجل - الله الله الله الله (٢).

- ثم ذكر لا إله إلا الله، حتى يمتحى صور الأشياء من قلوبهم، وتحصل لهم الطمأنينة بالله أو بذكره ثم ينتقلون إلى الاسم المفرد ... حتى ينكشف لهم من معناه أنوار الحقائق (٣).

وهذا الترديد كما يزعمون أن آثاره هي الوصول إلى الاتحاد والحلول (٤)، فأحدهم قد يذكر الله - عز وجل - حتى يغلب على قلبه ذكر الله ويستغرق في ذلك فلا يبقى له مذكورٌ مشهودٌ لقلبه إلا الله، ويفنى ذكره وشهوده لما سواه، فيتوهم أنَّ الأشياء قد فنيت وأنَّ نفسه فنيت حتى يتوهَّم أنه هو الله -تعالى الله عمَّا يقول علوًا كبيرًا- وأن الوجود هو الله (٥).


(١) شرح العقيدة الأصفهانية، ص ١٥٨.
(٢) مخطوط الأدعية والأذكار الممحقة للذنوب والأوزار بالحيللة والاستغفار، خزانة تطوان، ل ١٨.
(٣) منازل السائرين والواصلين، وأسرار علم الطريقة، ضمن الجواهر العجيبة، ص ٢٥١ - ٢٥٢.
(٤) سيأتي الحديث عنها في الباب الثالث من هذا الكتاب.
(٥) ينظر: الرَّدّ على الشاذلي، ص ١٠٦، مجموع الفتاوى ١٣/ ١٩٨، الرَّدّ على المنطقيين ٢/ ٢٤٢.

<<  <   >  >>