للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (١)، وكما قال تعالى: {وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} (٢) ذلكم الذي خلق ما خلق، وقدَّر ما قدر" (٣).

الثاني: أنَّ عندهم أنَّ الله ليس ربُّ العالمين ولا مالك الملك، إذ ليس إلا وجوده وهو لا يكون رب نفسه ولا يكون الملك المملوك هو الملك المالك، وقد صرَّحوا بهذا الكفر مع تناقضه وقالوا: إنه هو ملك الملك بناءً على أنَّ وجوده مفتقرٌ إلى ذوات الأشياء، وذوات الأشياء مفتقرة إلى وجوده فالأشياء مالكة لوجوده فهو ملك الملك.

الثالث: عندهم، أنَّ الله - عز وجل - لم يرزق أحدًا شيئًا ولا أعطى أحدًا شيئًا ولا رحم أحدًا ولا أحسن إلى أحدٍ ولا هدى أحدًا، ولا أنعم على أحد نعمةً ولا علَّم أحدًا علمًا ولا علَّم أحدًا البيان وعندهم في الجملة: لم يصل منه إلى أحد لا خير، ولا شر، ولا نفع، ولا ضر، ولا عطاء، ولا منع، ولا هدى ولا إضلال أصلًا، وأنَّ هذه الأشياء جميعها عين نفسه ومحض وجوده فليس هناك غيرٌ يصل إليه ولا أحدٌ سواه ينتفع بها ولا عبد يكون مرزوقًا أو منصورًا أو مهديًّا (٤).

وقول ابن عجيبة بالحضرة الأحدية يلزم عليه نفي ذات الله - عز وجل - ووصفه بالمعدومات، بل هو تعطيل لله - عز وجل - عمَّا يستحق - سبحانه وتعالى -، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " ... وكذلك كونه لا يتكلَّم، أو لا ينزل، ليس في ذلك صفة مدح، ولا كمال، بل هذه الصفات فيها تشبيه له بالمنقوصات، أو المعدومات، فهذه الصفات


(١) سورة الملك: ١٤.
(٢) سورة يس: ٨١.
(٣) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنَّان ١/ ٢٣٧.
(٤) ينظر: مجموع الفتاوى ٢/ ٢٣٩.

<<  <   >  >>