للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الغاية التي لا غاية وراءها، ومعلوم أن هذا هو تحقيق ما أقرَّ به المشركون من التوحيد، ولا يصير الرجل بمجرد هذا التوحيد مسلمًا فضلًا عن أن يكون وليًّا لله أو من سادات الأولياء" (١).

ومعلوم لدى أهل السُّنَّة والجماعة وفق فهم سلف الأُمَّة أنَّ التوحيد الذي دعت إليه الرُّسل، هو توحيد الألوهية المتضمِّن لتوحيد الربوبية، وأول ما يتعلق القلب بتوحيد الربوبية، ثم يرتقي إلى توحيد الألوهية.

٣ - اشتماله على العبارات المجملة التي لا يتصور أكثر الناس مراد أهل الاصطلاح منها (٢).

٤ - اشتملت تعاريفه للتوحيد على قول الاتحادية القائلين بأنَّ وجود الخالق هو وجود المخلوق أو قول: الوجود واحد وهو الله ولا أرى الواحد ولا أرى الله، أو لا يشار إليه، وهذه ألفاظ باطلة مخالفة لما عليه السلف الصالح من الرجوع إلى الوحيين، فيما يقولون به عن الله ودينه (٣).

٥ - أنه فسَّر التوحيد بتفسير لم يدل عليه الكتاب والسُّنَّة ولا قاله أحدٌ من سلف الأمة وأئمتها، واتبع المتكلمين الذين يجعلون نفي الصفات أو بعضها من التوحيد (٤) إذ أشهر أنواع التوحيد عندهم هو توحيد الأفعال، ويعني أنَّ خالق العالم واحد، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فإنَّ عامة المتكلمين الذين يقررون التوحيد في كتب الكلام والنظر: غايتهم أن يجعلوا التوحيد (ثلاثة أنواع)، فيقولون: هو واحد في


(١) التدمرية، ص ١٨٦ - ١٨٧.
(٢) ينظر: الصفدية ٢/ ٢٢٩.
(٣) المرجع نفسه ٢/ ٢٢٤.
(٤) ينظر: تلبيس الجهمية ١/ ٤٢٨، وينظر: التدمرية، ص ١٨٤.

<<  <   >  >>