للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- الكم المتصل في الذات وهو تركُّبها من أجزاء.

- الكم المنفصل فيها وهو تعددها بحيث يكون هناك إله ثان فأكثر وهذان الكمان منفيان بوحدة الذات.

- والكم المتصل في الصفات وهو التعدد في صفاته تعالى من جنس واحد كقدرتين فأكثر، وبُحث في هذا بأنَّ الكم المتصل مداره على شيءٍ ذي أجزاء ولا كذلك الصفات، ويجاب: بأنهم نزَّلوا كونها قائمة بذات واحدة منزلة من التركيب.

- والكم المنفصل في الصفات وهو أن يكون لغير الله صفة تشبه صفته تعالى، وكأن يكون لزيد قدرة بها ويعدم بها كقدرته تعالى، أو إرادة تخصص الشيء ببعض الممكنات، أو علم محيط بجميع الأشياء، وهذان الكمان منفيان بوحدانية الصفات.

- والكم المنفصل في الأفعال وهو أن يكون لغير الله فعل من الأفعال على وجه الإيجاد، وإنما ينسب الفعل على وجه الكسب (١) والاختيار، وهذا الكم منفيٌّ بوحدانية الأفعال، وفي ذلك ردٌّ على المعتزلة (٢)

القائلين بأنَّ العبد يخلق أفعال نفسه


(١) جمهور الأشاعرة ومتأخروهم يرون أنَّ الله - عز وجل - خالق أفعال العباد فيثبتون مرتبتي المشيئة والخلق، ولكنهم يقولون: "إنَّ أفعال العباد الاختيارية واقعة بقدرة الله تعالى وحدها، وليس لقدرتهم تأثير فيها، بل الله سبحانه أجرى عادته بأن يوجد في العبد قدرة واختيارًا, فإذا لم يكن هناك مانع أوجد فيه فعله المقدور مقارنًا لهما, فيكون الفعل مخلوقًا لله إبداعًا وإحداثًا ومكسوبًا للعبد، والمراد بكسبه إياه مقارنته لقدرته وإرادته من غير أن يكون هناك من تأثير أو مدخل في وجوده سوى كونه محلًا، فهم يرون أفعال العباد مخلوقة لله وهي كسب للعباد. ينظر: مصطلحات في كتب العقائد، ص ١٥٣.
(٢) المعتزلة: من الفرق المنتسبة إلى الإسلام، أتباع واصل بن عطاء، اختُلف في سبب التسمية على أقوال: من أشهرها اعتزال واصل بن عطاء مجلس الحسن البصري، من معتقداتهم: أنَّ مرتكب الكبيرة، لا يُسمَّى مؤمنًا مطلقًا، ولا كافرًا مطلقًا، بل في منزلة بين المنزلتين، إنكار رؤية الله - عز وجل -، وأنَّ كلام الله مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة لهم، وأنكروا المعراج، وشفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم -، والحوض والكوثر، وعذاب القبر. ينظر: مقالات الإسلاميين ١/ ٢٥٣، شرح العقيدة الطحاوية، ص ٢٩٨، الملل والنحل، ص ٥٦ ..

<<  <   >  >>