للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دلَّت على تصرف الله - عز وجل - المطلق في الكون، ومن ادَّعى غير ذلك فقد أشرك في الربوبية، قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (١).

قال الشيخ السعدي في تفسيره: يقول تعالى مبيِّنًا لربوبيته وإلهيته وعظمته خلقه لها في ستة أيام مع أنه قادر على خلقها في لحظة واحدة، ولكن لما له في ذلك من الحكمة الإلهية، ولأنَّه رفيقٌ في أفعاله.

ومن جملة حكمته فيها أنَّه خلقها بالحقِّ وللحق، ليعرف بأسمائه وصفاته ويفرد بالعبادة.

ثم بعد خلق السماوات والأرض استوى على عرشه استواءً يليق بعظمته.

ويُدَبِّرُ الأمْرَ في العالم العلوي والسُّفلي من الإماتة والإحياء، وإنزال الأرزاق، ومداولة الأيام بين الناس، وكشف الضرِّ عن المضرورين، وإجابة سؤال السائلين.

فأنواع التدابير نازلة منه وصاعدة إليه، وجميع الخلق مذعنون لعزِّه خاضعون لعظمته وسلطانه (٢).

قال ابن تيمية: "فما من مخلوق إلا له شريك وند، والرَّبُّ سبحانه وحده هو الذي لا شريك له ولا ندَّ بل ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ولهذا لا يستحق غيره أن يُسمَّى خالقًا ولا ربًّا مطلقًا ونحو ذلك" (٣).


(١) سورة يونس: ٣.
(٢) ينظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنَّان ١/ ٣٥٧.
(٣) مجموع الفتاوى ٢/ ٣٥.

<<  <   >  >>