للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولهذا حفظ الله دين الإسلام فلا يزال في أُمَّة محمد طائفة هادية مهدية ظاهرة منصورة" (١).

"والتحقيق هو أنَّ الله - عز وجل - قد تكلَّم بالحروف كما يليق بجلاله وعظمته فإنه قادر، والقادر لا يحتاج إلى جوارح، ولا إلى لهوات، وكذلك له صوت كما يليق به، يُسمع، ولا يفتقر ذلك الصوت المقدَّس إلى الحلق والحنجرة كلام الله تعالى كما يليق به، وصوته كما يليق به، ولا ننفي الحروف ولا الصوت عن كلامه سبحانه؛ لافتقارهما منَّا إلى الجوارح واللهوات، فإنهما من جناب الحق تعالى لا يفتقران إلى ذلك، وهذا ينشرح الصدر له ويستريح الإنسان به من التعسُّف، والتكلف ... " (٢).

فكلام الله - عز وجل - صفة ذاتيَّة باعتبار أصلها، وفعليَّة باعتبار أفرادها، وهي ثابتة لله - عز وجل - بالكتاب والسُّنَّة والإجماع والعقل.

قال ابن تيمية - رحمه الله -: "وعامَّة ما يوجد في الكتاب والسُّنَّة وكلام السلف والأئمة، بل وسائر الأمم عربهم وعجمهم من لفظ الكلام والقول، وهذا كلام فلان ... فإنَّه عند إطلاقه يتناول اللَّفْظ والمعنى جميعًا؛ لشموله لهما، ليس حقيقة في اللَّفْظ فقط كما يقوله قوم، ولا في المعنى فقط كما يقوله قوم، ولا مشترك بينهما كما يقوله قوم، ولا مشترك في كلام الآدميين وحقيقة في المعنى في كلام الله كما يقوله قوم" (٣).

والكلام في الحقيقة يطلق على اللَّفْظ والمعنى، وليس على المعنى فقط أو اللفظ، وما عدا الحروف والأصوات فليس بكلامٍ حقيقة (٤).


(١) الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ٤/ ٣٤٠.
(٢) رسالة في إثبات الاستواء والفوقية ومسألة الحرف والصوت، ضمن الرسائل المنيرية ١/ ١٨٤.
(٣) مجموع الفتاوى ١٢/ ٤٥٦ - ٤٥٧.
(٤) ينظر الحجة في بيان المحجة ١/ ٣٩٩.

<<  <   >  >>