للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أيضًا ... "فهذا القرب كلُّه خاصٌّ في بعض الأحوال دون بعض، وليس في الكتاب والسُّنَّة -قط- قرب ذاته من جميع المخلوقات في كلِّ حال؛ فعلم بذلك بطلان قول الحلوليَّة؛ فإنَّهم عمدوا إلى الخاص المقيَّد فجعلوه عامًّا مطلقا" (١).

ويقول أيضًا مبيِّنًا أنَّ القرب ليس كالمعية: "وجميع ما وصف به الرَّبُّ - عز وجل - نفسَه من القرب، فليس فيه ما هو عام لجميع المخلوقات كما في المعيَّة؛ فإنَّ المعيَّة وصف نفسه فيها بعموم وخصوص، وأمَّا قربه مما يقرب منه، فهو خاصٌّ لمن يقرب منه، كالداعي والعابد، وكقربه عشية عرفة، ودنوه إلى السَّماء الدنيا لأجل الحجاج" (٢).


(١) مجموع الفتاوى ٥/ ٢٤٠.
(٢) شرح حديث النزول، ص ١١٤.

<<  <   >  >>