للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن أبرز القائلين بهذا التفسير من الأشاعرة السَّنوسي (١) في أمِّ البراهين (٢).

وفسَّرها بتفسير أهل الحلول والاتحاد.

وفسَّرها بلا موجود إلا الله.

وفسَّرها بالمعنى الظاهر.

وبيَّن ابن عجيبة معنى (لا إله إلا الله) الظاهر الذي التزم على نفسه بأن يفسره، وقرَّر أنَّ لها تفسيران، تفسيرٌ لأهل الظاهر وآخر لأهل الباطن، وهو لا يعتقد بأنَّ هناك عابدًا ومعبودًا ولو اعتقد ذلك لفسد الذي قرره بأنه لا يرى موجودًا إلا الله، فمن عبد الشجر أو غيرها من المعبودات الباطلة فقد عبدَ اللهَ عنده، تعالى الله عمَّا يقول، قال ابن تيمية: "وهذا ما يقوله أهل الاتحاد؛ من أنه ما ثم موجود إلا الله ويقولون: ليس إلا الله أي ليس موجود إلا الله، ويقولون: إنَّ وجود المخلوقات هو وجود الخالق والخالق هو المخلوق والمخلوق هو الخالق والعبد هو الرَّبُّ والرَّبُّ هو العبد ونحو ذلك من معاني الاتحادية الذين لا يفرقون بين الخالق والمخلوق ولا يثبتون المباينة بين الرَّبِّ والعبد" (٣).

وقال أيضًا: "لا موجود إلا الله وأنَّ وجود الخالق هو وجود المخلوق فلا فرق بين الرَّب والعبد فهذا فناء أهل الضلال والإلحاد الواقعين في الحلول والاتحاد" (٤).


(١) هو أبو عبد الله، محمد بن يوسف السنوسي، ولد عام ٨٣٠ هـ، زعيم الطريقة السنوسية ومؤسسها، تعلَّم بفاس، وتصوَّف على يد عبد الوهاب التازي، ومن تلاميذه: الزوواي، وابن أبي مدين، وأحمد زروق، له مؤلفات منها: شرح العقيدة الوسطى، مختصر التفتازاني، زواجر البنا في الطب، توفي عام ٨٩٥ هـ. ينظر: شجرة النور الزكية ١/ ٣٨٤، معجم أعلام الجزائر ص ١٨٠.
(٢) متن أم البراهين، ص ١١.
(٣) مجموع الفتاوى ٢/ ٤٩٠.
(٤) العبودية, ص ١٢٠.

<<  <   >  >>