للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والثواب والعقاب، ويوجب انكساره ورجوعه إلى الله واستقالته عثرته، والاعتراف بعبوديته، وافتقاره إلى ربه، فهاهنا أربعة أمور قد وقع التوسُّل بها: التوحيد، والتنزيه، والعبودية، والاعتراف" (١).

٣ - وكان أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار» (٢).

٤ - وكان يأمر الرَّجُلَ الذي أسلم بعد أن يعلِّمه الصلاة أن يدعو بهذه الكلمات «اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني» (٣).

وسؤال الله - عز وجل - هو حقيقة العبادة، قال ابن رجب: "اعلم أنَّ سؤال الله - عز وجل - دون خلقه هو المتعين؛ لأنَّ السؤال فيه إظهار الذل من السائل والمسكنة والحاجة والافتقار، وفيه الاعتراف بقدرة المسؤول على دفع هذا الضر، ونيل المطلوب، وجلب المنافع، ودرء المضار، ولا يصلح الذل والافتقار إلا إلى الله وحده؛ لأنَّه حقيقة العبادة" (٤).

الشبهة الخامسة: زعمه أنَّ ترك الدعاء من مقام الخواص

حيث قال: "وترك الدعاء مقام أهل النهايات أي الخواص، وأمَّا أهل البدايات فيُرخَّص لهم في طلب الحاجات، وفي كثرة الدعاء والتضرُّعات، فالدُّعاء في حقِّهم واجب" (٥).


(١) زاد المعاد في هدي خير العباد ٤/ ١٩٠.
(٢) أخرجه البخاري، كتاب بدء الوحي، باب {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} ٦/ ٢٨، رقم ٤٥٢٢.
(٣) أخرجه مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، ٤/ ٢٠٧٣، رقم ٢٦٩٧.
(٤) جامع العلوم والحكم، ص ٤٨١.
(٥) إيقاظ الهمم، ص ٣٠٢.

<<  <   >  >>