للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مراتب، أبعدها عن الشرع: أن يسأل الميت حاجته، ويستغيث به فيها، كما يفعله كثيرٌ من الناس، قال: وهؤلاء من جنس عُبَّاد الأصنام، ولهذا قد يتمثَّل لهم الشيطان في صورة الميت أو الغائب كما يتمثَّل لعُبَّاد الأصنام، وهذا يحصل للكُفَّار من المشركين وأهل الكتاب، يدعو أحدهم من يعظِّمه فيتمثَّل له الشيطان أحيانًا، وقد يخاطبهم ببعض الأمور الغائبة، وكذلك السجود للقبر، والتمسُّح به وتقبيله.

والمرتبة الثانية: أن يسأل الله - عز وجل - به، وهذا يفعله كثيرٌ من المتأخرين، وهو بدعة باتفاق المسلمين.

الثالثة: أن يسأله نفسه.

الرابعة: أن يظن أنَّ الدعاء عند قبره مستجاب، أو أنه أفضل من الدعاء في المسجد، فيقصد زيارته والصلاة عنده لأجل طلب حوائجه، فهذا أيضًا من المنكرات المبتدعة باتفاق المسلمين، وهى محرَّمة، وما علمت في ذلك نزاعًا بين أئمة الدين" (١).

وهذه البدع آنفة الذكر تقدح في العقيدة، إمَّا أن تنافيها أو تنقضها، " ... لهذا ينبغي أن يُشهر في الناس فسادها وعيبها، ليحذرها الناس فلا يقعوا فيها" (٢).

ولقد أجمع العلماء على بيان فساد أهل البدع، يقول ابن تيمية - رحمه الله -: "ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسُّنَّة أو العبادات المخالفة للكتاب والسُّنَّة، فإنَّ بيان حالهم وتحذير الأُمَّة منهم واجبٌ باتفاق المسلمين، حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرَّجُلُ يصوم ويصلِّي ويعتكف أحبُّ إليك أو يتكلَّم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام وصلَّى واعتكف فإنَّما هو لنفسه، وإذا تكلَّم في أهل البدع فإنما


(١) إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان ١/ ٢١٧.
(٢) الفروق ٤/ ٢٥٩.

<<  <   >  >>