للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مفيدة، ولا حالًا نافعًا، وإنما يعطيه تصورًا مطلقًا، لا يحكم عليه بنفيٍ ولا إثبات، فإن لم يقترن به من معرفة القلب وحاله ما يفيد بنفسه وإلا لم يكن فيه فائدة، والشريعة إنما تشرع من الأذكار ما يفيد بنفسه، لا ما تكون الفائدة حاصلة بغيره، وقد وقع من واظب على هذا الذكر بالاسم المفرد وبـ (هو) في فنون الإلحاد وأنواع من الاتحاد ... والذكر بالاسم المضمر المفرد أبعد عن السُّنَّة، وأدخل في البدعة، وأقرب إلى إضلال الشيطان، فإن من قال: يا هو يا هو، أو: هو هو، ونحو ذلك لم يكن الضمير عائدًا إلا إلى ما يصوره قلبه، والقلب قد يهتدي وقد يضل" (١).

وهذا الذكر بالاسم المفرد لا أصل له، ولا يدلُّ على مدحٍ ولا تعظيم، وكل ذلك من البدع والمحدثات المخالفة لطريقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطريقة أصحابه - رضي الله عنهم - والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، ولم يعمل به سلف الأُمَّة، فالخير كلُّ الخير في اقتفاء أثرهم واتباع هديهم.

قال ابن تيمية: "وأما الاقتصار على الاسم المفرد مظهرًا أو مضمرًا فلا أصل له فضلًا عن أن يكون من ذكر الخاصَّة والعارفين، بل هو وسيلة إلى أنواع من البدع والضلالات وذريعة إلى تصورات أحوال فاسدة من أحوال أهل الإلحاد وأهل الاتحاد" (٢).

وقال ابن القيم: "فإنَّ الذكر بالاسم المفرد غير مشروع أصلًا، ولا مفيد شيئًا، ولا هو كلام أصلًا، ولا يدلُّ على مدحٍ ولا تعظيم، ولا يتعلَّق به إيمانٌ ولا ثواب، ولا يدخل به الذاكر في عقد الإسلام جملة.


(١) مجموع الفتاوى ١٠/ ٢٢٧.
(٢) المرجع نفسه ١٠/ ٢٢٧.

<<  <   >  >>