للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يصلُّوا عندها، أو يسألوا الله بأصحابها، أو يسألوهم حوائجهم، فليوقفوا على أثرٍ واحدٍ أو حرفٍ واحدٍ من ذلك، بلى، يمكنهم أن يأتوا عن الخلوف التي خلفت بعدهم بكثيرٍ من ذلك، وكلَّما تأخَّر الزَّمانُ وطال العهدُ كان ذلك أكثر، حتى لقد وجد في ذلك عدة مصنفات ليس فيها عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ولا عن خلفائه الراشدين ولا عن أصحابه حرفٌ واحدٌ من ذلك، بلى فيها من خلاف ذلك كثير" (١).

ومعلوم بنصوص الوحي أنَّ الإنسان إذا مات انقطع عمله، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا مات الإنسانُ انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثة: إلَّا من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له» (٢).

ومن اعتقد في الأولياء بأنَّهم يتصرفون في الكون، أو ينفعون أو يضرُّون فقد ضلَّ ضلالًا مبينًا، وعليه التوبة قبل الموت، وإلا مات على الشِّرك الأكبر والعياذ بالله.

قال ابن تيمية - رحمه الله -: "فهذه الأنواع من خطاب الملائكة والأنبياء والصالحين بعد موتهم عند قبورهم، وفي مغيبهم وخطاب تماثيلهم هو من أعظم أنواع الشرك الموجود في المشركين من غير أهل الكتاب وفي مبتدعة أهل الكتاب والمسلمين الذين أحدثوا من الشرك والعبادات ما لم يأذن به الله قال الله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (٣).


(١) إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان ١/ ٢٠٢.
(٢) أخرجه مسلم، كتاب الهبات، باب ما يلحق الإنسان من ثواب ٣/ ١٢٥٥، رقم ١٦٣١.
(٣) سورة الشورى: ٢١.

<<  <   >  >>