للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والصائر إلى خلافه كافر، فإنه أمرٌ معلومٌ من الشرائع بالضرورة" (١).

وقال الحافظ ابن حجر أثناء كلامه على نبوة الخضر: "وينبغي اعتقاد كونه نبيًّا؛ لئلا يتذرَّع بذلك أهل الباطل في دعواهم أنَّ الوليَّ أفضلُ من النَّبي حاشا وكلا" (٢).

والواجب على من طلب النجاة من هذا المنزلق اتباع ما عليه السَّلف والاعتصام بالكتاب والسُّنَّة، قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} (٣)، يقول الكرماني (٤): "وهذه الترجمة مقتبسة من قول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} إذ المراد بالحبل الكتاب والسُّنَّة على سبيل الاستعارة المصرَّحة والقرينة إلى الله، والجامع كونهما سببًا للمقصود الذي هو: الثواب، كما أنَّ الحبلَ سببٌ للمقصود من السقي" (٥).

وقال الشوكاني - رحمه الله -: "واعلم أنَّ أولياء الله - عز وجل - غير الأنبياء ليسوا بمعصومين، بل يجوز عليهم ما يجوز على سائر عباد الله المؤمنين، لكنهم قد صاروا في رتبة رفيعة ومنزلة علية فقلَّ أن يقع منهم ما يخالف الصواب وينافي الحق، فإذا وقع ذلك فلا يخرجهم عن كونهم أولياء لله - عز وجل - " (٦).


(١) المفهم ٦/ ٢١٧.
(٢) فتح الباري ١٣/ ٢٤٥.
(٣) سورة آل عمران: ١٠٣.
(٤) هو: شمس الدين محمد بن يوسف بن علي بن سعيد الكرماني ثم البغدادي، كان إمامًا في الفقه، والحديث، والتفسير، ولد بكرمان سنة ٧١٧ هـ، ثم ارتحل إلى شيراز، ودخل مصر، ثم الشام، ثم حج واستوطن بغداد، ومن مؤلفاته: شرحه لصحيح البخاري، مات سنة ٧٨٦ هـ، ينظر: الدرر الكامنة ٤/ ٣١٠، بغية الوعاة ١/ ٢٧٩.
(٥) الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة ٢٥/ ٢٨.
(٦) قطر الولي، ص ٢٣٤.

<<  <   >  >>