للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصَّلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن هذه الصلوات "اللهم صلِّ على سيدنا محمد بحر أنوارك ... إنسان عين الوجود، والسَّبب في كلِّ موجود، عين أعيان خلقك، المتقدِّم من نور ضيائك" (١).

وما أسماه ابن عجيبة وغيره بالحقيقة المحمَّدية لاشك أنَّ له ارتباطًا كبيرًا جدًّا بوحدة الوجود (٢).

قال علي اليشرطي (٣): "قبض الله قبضة من نوره هي الحقيقة المحمَّدية، وظهرت بالصورة المكرَّمة، وجعل منها ما كان وما يكون" (٤).

وهذا من الغلو الذي يجعل النَّبي له التصرُّف في الكون، قال ابن تيمية - رحمه الله -: "حدَّثني الثقة من أعيانهم أنهم يقولون: إنَّ محمَّدًا هو الله" (٥).

وهذه الاعتقادات السَّابقة الذكر ترتَّب عليها مفاسد عظيمة:

أولها: إنَّ إثبات هذا المعنى الذي يزعمه نفيًا لبشرية الرسول - صلى الله عليه وسلم - التي ورد النص عليها من الوحيين أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - خُلق من ذرية آدم - عليه السلام - كما قال الله تعالى في كتابه: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} (٦).


(١) دلائل الخيرات، ص ١٠٠.
(٢) سيأتي الحديث عنها في مبحث مستقل في الباب الثالث.
(٣) هو: نور الدين علي بن أحمد المغربي اليشرطي، ولد في مدينة بنزرت بتونس عام ١٢٠٨ هـ، ولقد لازم منذ صغره شيوخ التصوف، وبعد مضي اثنين وعشرين عامًا سلك الطريقة الشاذلية على يد شيخه محمد بن حمزة بن ظافر المدني، وأخذ ينشر الطريقة الشاذلية في بلاد الشام، فأصبح له مريدون قاموا بإنشاء الزوايا الشاذلية في بلاد الشام، توفي عام ١٣١٦ هـ ودفن بزاويته في عَكَّا. ينظر: الطريقة الشاذلية وأعلامها، ص ١٣٣.
(٤) مسيرتي في الحق، ص ٦٦ - ٦٧.
(٥) مجموع الفتاوى ١٤/ ٣٦٥.
(٦) سورة الكهف: ١١٠.

<<  <   >  >>